کد مطلب:280430 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:179

مقام التطهیر
قال تعالی: (إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا) [1] قال ابن عباس: یذهب عنكم الرجس أی عمل



[ صفحه 251]



الشیطان وما لیس لله فیه رضا، وقال الأزهری: الرجس اسم لكل مستقذر من كل عمل، وقال ابن حجر: والمعنی. التطهیر من الأرجاس والأدناس ونجاسة الآثام. [2] .

وروی مسلم عن عائشة رضی الله عنها قالت: خرج النبی (ص) غداة وعلیه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علی فأدخله، ثم جاء الحسین فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علی فأدخله، ثم قال (إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا)، [3] وروی عن عمر بن أبی سلمة أنه قال: لما نزلت هذه الآیة (إنما یرید الله...) دعا رسول الله (ص) فاطمة وحسنا وحسینا، فجللهم بكساء وعلی خلف ظهره فجلله بكساء، ثم قال اللهم هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا، قالت أم سلمة رضی الله عنها: وأنا معهم یا نبی الله. قال: أنت علی مكانك وأنت علی خیر، [4] وعن شداد بن عمار قال. دخلت علی واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا علیا رضی الله عنه فشتموه، فشتمته معهم، فلما قاموا.

قال لی شتمت هذا الرجل؟، قلت: قد شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرك بما رأیت من رسول الله (ص)؟ قلت: بلی، قال: أتیت فاطمة رضی الله عنها أسألها عن علی رضی الله عنه، فقالت: توجه إلی رسول الله (ص)، فجلست أنتظره حتی جاء رسول الله (ص) ومعه علی وحسن وحسین رضی الله عنهم. آخذا كل واحد منهما بیده حتی دخل، فأدنی علیا وفاطمة رضی الله عنهما وأجلسهما بین یدیه، وأجلس حسنا وحسینا كل واحد منهما علی فخذه، ثم لف علیهم كساءه، ثم تلی (ص) هذه الآیة



[ صفحه 252]



(إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا). وقال اللهم هؤلاء أهل بیتی وأهل بیتی أحور، [5] وعن أبی الحمراء قال:

رابطت المدینة سبعة أشهر علی عهد رسول الله (ص). رأیت رسول الله (ص) إذا طلع الفجر جاء إلی باب علی وفاطمة رضی الله عنهما. فقال:

الصلاة الصلاة إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا، [6] وعن أنس بن مالك قال: أن رسول الله (ص) كان یمر بباب فاطمة رضی الله عنها ستة أشهر إذا خرج إلی صلاة الفجر، یقول الصلاة یا أهل البیت. إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا. [7] .

وحدیث الكساء وردت فیه روایات جمة تزید علی سبعین حدیثا رواها: أم سلمة، وعائشة، وأبی سعید الخدری، وسعد بن أبی وقاص، وواثلة، وأبی الحمراء، وابن عباس، وثوبان، وعبد الله بن جعفر، وعلی، والحسین بن علی.

والمتدبر فی حدیث الكساء یجد أن أحداثه وقعت فی أكثر من مكان، وقعت فی بیت أم سلمة وفی بیت عائشة وفی بیت فاطمة وأمام أكثر من واحد، ویجد أیضا أن النبی (ص) كان ینادی عند بیت فاطمة وقت صلاة الفجر لمدة ستة أشهر وفی روایة سبعة أشهر، وتكرار المشهد واستمرار النداء طیلة هذه المدة. یعطی أن النبی (ص) كان یقیم بهذا الحجة علی كل من سمع ورأی وصلی فی مسجده. بأن هؤلاء هم أهل البیت، وكان علیه الصلاة والسلام إذا أراد أن یثبت أمرا من الأمور فی ذاكرة من حوله، یكرر هذا الأمر من ثلاثة إلی عشر مرات، ووضح



[ صفحه 253]



ذلك فی روایات عدیدة حملت تحذیرات مما یستقبل الناس من أحداث.

ینتج عنها ما لیس لله فیه رضا.

وإذا كانت دعاء الرسول لمن تحت الكساء وتلاوته (ص) لآیة التطهیر، یعطی للناس مفهوم إذهاب الرجس والتطهیر لمن تحت الكساء علیهم السلام، فإن الدعوة الإلهیة لبنی إسرائیل أعطت لبنی إسرائیل نفس المفهوم. ولكن بطریقة تستقیم مع الشریعة فی هذا الوقت، جاء فی العهد القدیم قال الرب لموسی: وتقدم هارون وبنیه إلی باب خیمة الاجتماع. وتغسلهم بماء. وتلبس هارون الثیاب المقدسة. وتمسحه وتقدسه لیكهن لی. وتقدم بنیه وتلبسهم أقمصة. وتمسحهم كما مسحت أباهم لیكهنوا لی. [8] .


[1] سورة الأحزاب آية 33.

[2] أنظر: الفتح الرباني 238 / 18.

[3] رواه مسلم (الصحيح 194 / 15) والحاكم (المستدرك 147 / 3).

[4] رواه الترمذي (الجامع 351 / 5) وابن جرير والطبراني وابن مردويه (تحفة الأحوازي 97 / 9) وابن كثير في التفسير (485 / 3).

[5] قال ابن كثير رواه الإمام أحمد وابن جرير (التفسير 483 / 3).

[6] قال ابن كثير رواه ابن جرير (التفسير 483 / 3).

[7] قال ابن كثير رواه الإمام أحمد (التفسير 483 / 3).

[8] سفر الخروج 4 / 11 - 16.